أسرِجْ خيولكَ وازأرْ في الميادينِ
واجعل عيونك تغلي كالبراكينِ
وعانقِ الموتَ في ساح الوغى بطلاً
ما أسوأ العيشَ بين العار والدون
وأسمعِ العالمَ الوسنانَ قعقعةً
ترتاع من هولها كلُّ الشياطينِ
قل يا فتىً وأعدْها في مسامعهِ
الله أكبرُ من كلِّ الفراعين
تشكو فلسطينُ من جرحِ ومن ألمِ
وليس في الأرض كالجرح الفلسطيني
لله شعبٌ جريحٌ لا نصير له
موزعٌ بين منفيٍّ ومسجون
قلوبنا معْهُ لكن ليس ينصره
دمعٌ سخيُّ ولا أنّات محزون
لا بدّ من غارة شعواءَ صادقةٍ
تحرّرُ الأرضَ من أنجاسِ صهيون
لا بد من وحدة من بعد تفرقةِ
للمسلمين لتعلو رايةُ الدين
ثوروا على الفرقة الشوهاء وانتفضوا
يا مسلمين بشجعان مطاعين
فما الطريق إلى التحرير ويحكمُ
مفروشة بالأقاحي والرياحين
ولا العلا منزل في الكون نبلغه
بخطبةٍ او برقصٍ أو بتلحين
إلا الشهادةُ ما أغلى تجارتَها
ليس الشهيد لدي الباري بمغبون
أنستكين لباغٍ بين شرذمة
ونحن في الأرض نُحصى بالملايين؟
أنرتضي الصمتَ والأعداء ناطقة
بكل وغد دنيء النفس مأفون؟
كم في جموع العدى من صائل سَفَهاً
قد مات لؤما ويحيى مثل شارون
يحاربُ الحق ، شُلّتْ كفُّه ، عبثاً
هل تطفئ النور نفْثاتُ الثعابين؟
ستطلع الشمسُ لم تبخل على أحدٍ
لكنّ أضواءها ولّتْ إلى حين
فلا تكنْ يا فتى الإسلام في ريَبٍ
من موعد لشروق الشمس ميمون
واستمطر الله من نصرٍ وتمكينِ
يجبْكَ مبتدراً بالكاف والنون
قم يا فتى للعلا فالقدس منتظرٌ
واللدّ مرتقبٌ أيام حطّين
عزماً فدربُ العلا بالعزم فانتبهنْ
دربٌ أكيدٌ أكيدٌ غيرُ مظنون