يا عزيزي أنت مراقب

يا عزيزي أنت مراقب
أجهزة الرصد
علي يمينيك يسارك
من تحتك من فوقك
تعلم أين المكان
في الدرج المنزلي
في البنك
وكم رصيدك
نت لست بمختطف طائرات
ولا بمجرم حرب
ولم تمس يوما بأمن الدولة
لكنك مراقب
متى وكيف أبرمت عقد زواجك
ماعدد حبوب منع الحمل التي تناولت
شهريا أثناك
كم صدقة قدمتها للفقراء
كم مرة ركبت * الأتوبيس* خلال أسبوع
كم مرة إشتريت الخبز
وماذا كان عشاؤك البارحة
كم من شكاوي
من رشاوي
لا حق فيتو لديك لا هوية
كل الخطوط مقفلة
أنت اليوم مراقب
وأنا غدا أكون الضحية
وسأقول لهم
خذوا أعضائي المتمردة وأدفنوها
فهي غريبة الصناعة
واقرضوني بصرا جديدا
وقلبا جديدا
عساي أفلح بنصيبي من التلقيح
فتحدث عندي المناعة
لم أكن تاجرا ذاك الذي
يسبدل البشر بالبضاعة
لم أكن ذاك الذي له وجه وأخر كديواني
الذي قيد الطباعة
ذنبي أني عشقت العرف
عشقت الحرف
ذنبي أني تطاولت إن قلت في مجلس الدوما
أي جسد هذا الذي أسكنه
مجنون كل الجنون
مخبول كصاحبه
في عز النوم يوقظني
يصفعني
فيخبرني أن جنيا عن واقعنا اليومي
يحاوره
أي جسد هذا
أي جسد هذا الذي أسكنه