ســــمـــــــــر

سمــر

تراءت لنا من بعيد
كمن يستحث خطاه عليـلا
بحلة عيـد
تلوح كشمس تناجي الأصيلا
وأسرار ذاك الضيـاء
تَسَلَّلُ بين النخيل كطفل جميل
يوزّع أحلامه بالصفـاء
فتفترُّ لطفا قلوب الخميـل
مشت في سكـون
إلى همسات العيـون
تَبَخْتَرُ بين الزهـور
وبين الحضـور
تساير فوضى الطيـور
وتوسعْ بين الغصـون
ليبلغ من كل نـور
ضمير الفنـون
فروع تميس على كتفيها
تكاد تذيبُكَ عِشقا بفيهـا
وأخرى تميل على الماء مِيـلاَ
تسمَّع بين الخرير فضـولا
فحينا تُقَبِّلُه في خشـوع
وحينا تناجيه بين الضلـوع
فيغلبها الشوق نحو الحيـاه
فتنفثه في اخضرار الشفـاه
هناك تفوح الثمار الزكيـه
بسر اللحون الشجيـه
وقد وقَّعتها الغَوانـي
على وتر اصبهانـي
مشت حلوتي في ربوع الفِكَـرْ
تحثُّ الأثـر
تُضَمِّخِهُ بِالسَّحَـر
وتفرح عين القـدر
بشتى معاني السمـر
فيسرع شوقا إلى عرصـات
سقتها ضلوع الجبـال
بحس الصـلاة
على رقصات الظـلال
وتكبر في صدرها قُبْلَـه
أتاها الوليـدُ
فطالت بها نخلـه
سداها النشيـد
أغاريد من لون بدر
وعطـرِ
و (نارنج)يزهو بزهر
على كل ثغـرِ
وأنشودة في سماء الأريج
على نسق مُتْرَفٍ وبهيـج
ومالت بِقُفْطانِها الـوارف
زفي خطوات الهوى العارف
تَنَسَّمُ منها جمال النفـوس
ينعنع أفراحنا بالشمـوس
تساقيك باللوز والياسميـن
فَمِلْ عن شِمال وَمِلْ عن يميـن
تُحيِّي بِقَدٍّ رشيـق
وَتُغْرِي بأصل عريـق